الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح أحاديث من كتاب النكاح من صحيح البخاري
13967 مشاهدة print word pdf
line-top
باب شهادة المرضعة

باب شهادة المرضعة.
قال أبو عبد الله حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحارث قال وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ، قال: تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت: أرضعتكما, فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت لي: إني قد أرضعتكما, وهي كاذبة؛ فأعرض عني, فأتيته من قبل وجهه قلت: إنها كاذبة، قال: كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما, دعها عنك وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى يحكي أيوب .


هذه أيضا قصة عقبة بن الحارث كان بمكة تزوج امرأة يقال لها: أم يحيى بنت أبي إهاب وقبل أن يدخل بها وبعد العقد جاءت إليهم أمة سوداء مملوكة سوداء, فادعت أنها قد أرضعت عقبة وأرضعت زوجته؛ فيكونان أخوين فلا تحل له أم يحيى .
أنكر ذلك عقبة بن الحارث وقال: ما أذكر أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، ولا أعلم ذلك، ولم تخبريني قبل ذلك, فخاف أنها كاذبة ولكن توقف في هذا النكاح مخافة أنها صادقة، ورحل من مكة إلى المدينة ليستفصل؛ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
لما أخبره قال: إنها كاذبة؛ سكت عنه, فسأله مرة ثانية فسكت، فسأله مرة ثالثة وقال: إنها كاذبة، إنها تكذب؛ فقال: كيف وقد قيل؟ كيف وقد زعمت؛ زعمت أنها أرضعتكما، دعها عنك؛ مخافة أن تكون صادقة أي فيها شبهة, فابتعد عن الشيء الذي فيه شبهة. إن كانت صادقة فإنها أختك لا تحل لك، وإن كانت كاذبة فإثمها عليها وكذبها عليها, والتمس غيرها, فلم يجد بدا أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففارق أم يحيى بنت أبي إهاب وتزوجت غيره.
فدل على أنها تقبل شهادة المرضعة إذا شهدت وقالت: قد أرضعت فلانا، أو أرضعت فلانة أو أرضعتهما معا، فإنها تقبل شهادتها؛ لأن هذا شيء يخفى على الناس، وغالبا أنه لا يشهد عليه، قد تجد هذا الطفل يبكي فترضعه، فإذا أرضعته ولم يكن عندها أحد تشهده، فتقبل شهادتها وحدها.
يقول العلماء: إن كانت كاذبة فعليها كذبها, وقال بعضهم: إذا كانت كاذبة وقصدها الحسد والتفريق بين الزوجين؛ فلا بد أن تعاقب عقوبة دنيوية حتى قال بعضهم: إنه يمكن أن تبيض ثدياها؛ يعني يصيبها برص وتبيض، ويكون ذلك عقوبة عادلة.
وبكل حال يدل على قبول شهادة امرأة واحدة، ولو لم تكن المرضعة؛ فلو ماتت المرضعة، وقالت أختها: أنا أشهد أن أختي قد أرضعت هذا الرجل أو أرضعت هذه المرأة؛ قبلت شهادتها؛ لأن هذا شيء لا يعرف إلا من قبل النساء، الأمور التي لا يطلع عليها الرجال تقبل فيها شهادة النساء.

line-bottom